فصل: فصل فيما يعرض للخرزات من الكسر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في كسر اللحي:

قال العالم إن انقصع إلى داخل ولم يتقصّف بإثنتين فأدخل إن انكسر اللحي الأيمن السبابة والوسطى من اليد اليسرى في فم العليل وإن انكسر اللحي الأيسر فمن اليد اليمنى وارفع بهما حدبة الكسر إلى خارج من داخل واستقبلها باليد الأخرى من خارج ولسوف تعرف استواءه من مساواة الأسنان التي فيه.
وأما إن تقصّف اللحي باثنتين فأمدده من الجانبين على المقابلة بخادم يمدّه وخادم يمسك ثم يعبر الطبيب إلى تسويته علئ ماكرنا.
واربط الأسنان التي تعوّجت وزالت بعضها ببعض فإن كان عرض مع الكسر جرح أو شظية عظم ينخس فشق عنه أو أوسعه وانزع الشظية واستعمل فيه الخياطة والرفائد والأدوية الملحمة بعد الردّ والتسوية قال: رباطه يكون على هذه الجهة بجعل وسط العصابة على نقرة القفا ويذهب بالطرفين من الجانبين على الأذنين إلى طرف اللحي ثم يذهب به أيضاً إلى النقرة ثم إلى تحت اللحي على الخدين إلى اليافوخ ثم تمرّ منه أيضاً إلى تحت النقرة وليوضع رباط آخر على الجبهة وخلف الرأس ليشدّ جميع اللف الذي يلفّ ويجعل عليه جبيرة خفيفة وإن انفصل اللحيان جميحاً من طرفها فليمد بكلتا اليدين قليلاً ثم يقابلان ويؤلفان وينظر إلى تألف الأسنان وتربط الثنايا بخيط ذهب لئلا يزول التقويم ويوضع وسط الرباط على القفا ويجاء برأسه إلى طرف اللحي ويؤمر العليل بالسكون والهدوء وترك الكلام ويجعل غذاؤه الأحساء وإن تغيّر شيء من الشكل فحل الرباط إلا أن يعرض ورم حار فإن عرض فلا تغفل عن النطول والأضمدة التي تصلح لذلك مما يسكن ويحلل باعتدال وعظم الفك يشتد كثيرا قبل الثلاثة الأسابيع لأنه ليّن وفيه مخ كثير يملؤه.

.فصل في كسر الأنف:

الأنف أعلاه عظم وأسفله غضروف ولا يعرض لذلك الغضروف الكسر بل الرضّ والتفرطح المفطس والزوال إلى جانب.
وأما أعلاه العظمي فقد يعرض له كسر.
لمإذا انكسر الأنف ولم يعالج أدى إلى الخشم وأيضاً قد يصلب ويبقى على عوجه فلا يقبل التسوية فيجب أن يباثر في اليوم الأول ولا يجاوز العاشر.
واعلم أن كسر الأنف إذا بلغ المواضع العالية منها ووقع فيها فأصلح التدبير فيه أن يؤخذ ميل مهندم أملس ويدخل بالرفق في الأنف إلى أقصى الخياشم ويمسك بيد ويسوي الأنف باليد الأخرى حتى يستوي ثم يتلطف في إدخال الفتيلة الحافظة لشكل التسوية والأولى أن تكون من الكتان والاحتياط أن تدخل في المنخرين جميعاً وإن لم تكن الآفة إلا في جانب واحد.
وربما جعل في داخل الفتيلة أصل ريشة ليكون أصلح لها ثم أضمده وألصق عليه خرقة الضماد ولا تخرج الفتيلة إلى أن يبلغ مبلغه من الاستحكام والانجبار ولا تركب على الأنف رباطاَ فإنه يفطسه اللهم إلا أن يكون هناك قنى عظيم ونتوء يحسبه التطامن.
وأما إذا عرض في الأجزاء السفلى فيمكن أن يسوى بإصبعين من يدين كسبابتين أو خنصرين وإذا عرض في هذه الحال ورم فمرهم الدياخيلون جيد جداً فإنه يسكّن الررم ويحفظ أيضاً شكل التسوية ويقوّيه وكذلك الدواء المتخذ بالخل والزيت والسميد ودقاق الكندر يذر عليه رماد ويضمد به.
وإذا كان الكسر رضا مفتتاً فلا يمكن أن يعود الأنف معه إلى الصلاح إلا بعد أن يشقّ ويخرج هشيم العظام ويخيّط ويذر عليه الذرورات وإذا عرض ميل وزوال للغضروف فسوه قهراً ئم اربطه ربطاً يحفظه على ذلك وهو أن يجعل الربط مشدود من صفحة العنق التي عنها الميل ومما يسفل به هذا الربط ويجوزأن تأخذ حاشية ثوب قوية أو سيراً له عرض إصبع وتلطخ أحد طرفيه بغراء السمك أو غراء جلود البقر والصمغ أو بسائر اللزوقات ويلصقه على طرف الأنف من الجانب الذي عنه الميل حتى يجف عليه وترد الأنف إلى وضعه بالقهر ثم تمدد ذلك السير أو الخرقة حتى تسويه به وتميله إلى الجانب المخالف للميل الأول وتجيزه على الرقبة وتربط ربطاَ ماسكاً للأنف على تلك الهيئة وتضمد بالضماد الذي يجب.

.فصل في كسر الترقوة:

الترقوة تنكسر إما لثقل محمول وإما لسقطة عظيمة وإما لضربة شديدة ثم أن للترقوة يصعب جبرها وتحتاج إلى لطف قالوا في جبرها إن اندقت بالقرب من القص كان نزول رأس العضد إلى أسفل أقل قال وإذا اندقت الترقوة بنصفين فأجلس العليل على كرسي ويضبط خادم العضد الذي فيه الترقوة المكسورة ويمده إلى خارج وإلى فوق أيضاً ويمد خادم آخر العنق والمنكب المقابل بقدر ما يحتاج إليه ويسوي الطبيب بأصابعه ما كان ناتئاً يدفعه وما كان منقعراً يجبه ويجره.
فإن احتاج في ذلك إلى مد أكثر وضع تحت الإبط كرة عظيمة من خرق ورفع المرفق حتى يقربه من الأضلاع فإنه يمتد على ما يريد وإن انقطع طرف الترقوة إلى داخل كثيراً ولم يُجِب بجذب الطبيب ولم يعلُ لأنه صار إلى عمق كبير فألق العليل على قفاه وضع تحت منكبه مخدة محدودبة واكبس منكبه إلى أسفل حتى يرفع عظم الترقوة ثم سوه وأصلحه بأصابعك وشد فإن وجد العليل نخساً من إمرار اليد عليه فإن شظية تنخسه تحت الموضع فشق وانزاع الشظية وليكن ذلك منك برفق خاصة إن كانت الشظية تحت لئلا يخرق صفاق الصدر وأدخل الالة الحافظة للصفاق تحت العظم ثم اكبس العظم فإن لم يعرض ورم حار فخط الشق والحمه وإن عرض ورم حار فبل الرفائد بالدهن وإن نزل رأس العضد عند الكسر مع قطعه الترقوة إلى أسفل فينبغي أن يعلق العضد برباط عريض ويشال إلى ناحية العنق وإن كان قطعه الترقوة يميل إلى فوق وقلما يكون ذلك فلا تعلق العضد وليستلق صاحب الترقوة المكسورة على ظهره ويلطف تدبيره وتشتد الترقوة في شهر وأقلّ.
وأما رباطات الترقوة فقد قالوا أن الترقوة لا تنفك من الجانب الداخل لأنها متصلة بالصدر غير منفصلة منه ولهذا لا تتحرك من هذا الجانب وإن ضربت من خارج ضربة شديدة ونبرت فإنها تسوّى وتعالج بالعلاج الذي يعالج به إذا انكسرت وأما طرفها الذي يلي المنكب وتنفصل منه فليس ينخلع كثيراً لأن العضلة التي لها رأسان يمنعها من ذلك ويمنعه أيضاً رأس الكتف وليس تتحرّك أيضاً الترقوة حركة شديدة لأنها إنما صيرت لتفرّق الصدر فقط وتبسطه ولهذا صارت الترقوة للإنسان وحده من بين سائر الحيوان.
وإن عرض لها الخلع من صدأع أو من شيء آخر مثل هذا فإنها تسوّى وتدخل إلى موضعها باليد وبالرفائد الكثيرة التي توضع عليها مع الرباط الذي ينبغي ويصلح هذا العلاج لطرف المنكب أيضاً إذا زال ويؤديه إلى موضعه والذي يربط به الترقوة بالمنكب وهو عظم غضروفي وهو يغلط به في المهازيل.
وإذا زال ظن الذي ليست له تجربة أن رأس العضد قد انفكّ وخرج عن موضعه فإن رأس الكتف يرى حينئذ واحداً ويرى الموضع الذي انتقل منه مقعراً لكن ينبغي أن تميّز بالدلائل التي تجريها من بعد.

.فصل في كسر الكتف:

أما الكتف فقلما ينكسر الموضع العريض منها وأكثر ما يعرض من الكسر لها فإنما يعرض للحروف والجوانب والشظايا وإذا عرض فباللمس يعرف وبما يتبعه من النخس لكن قد يعرض لها كثيراً شقّ تدل عليه خشونة تعرف باللمس والوجع المكاني والنخس إن كان وأن لا تكون سائر العلامات وربما عرض لها انكسار إلى داخل فيدلّ عليه التقصع الحادث وخشخشة خفيفة ينالها السمم إذا مست مسّ الاستبانة وخدر يحدث باليد التي تليه ووجع وعلاجه أيضا تلطيف اليد وحسن التأني للدفع من قدام والتسوية.
وربما احتيج إلى المحاجم فيما أظن حتى يجذبه إلى خلف ويسوّي مع احتراز من مضرته في جمع المادة وأما شظايا الكتف إذا انكسرت فإنها إن كانت قلقة ناخسة مؤذية فلا بد من إخراجها وإن كانت ساكنة سويت وربطت رباطات تشبه رباطات الترقوة ويجب أن ينام صاحب كسر الكتف على الجانب الصحيح لا غير.

.فصل في كسر القص:

قد يعرض للقصّ انفلاق مفرد وقد يعرض انكسار إلى داخل والأول تعرفه بالفرقعة المحسوسة باللمس والتسمع وبما يحدّه من تباين جزأين منه وبامتداد الوجع.
وأما الثاني فقد تتبعه أعراض رديئة من ضيق النفس والسعال اليابس وربما نفث صاحبه الدم وربما تولّد منه تعفن الحجاب وعلاج هؤلاء علاج من به ذلك في المنكب وإن مال إلى أسفل والعلاج الذىِ رسم في إزعاج الترقوة المتطامنة بالكسر وإن دخلت الأضلاع استعملت عليها الرباط المتخذ من الصوف بالاستدارة بعد رباطات توضع عليها من أسفل بالاستقامة ثم تجمع طرفا الرباطين ويربط بعضهما ببعض فإنها تمنع الرباطات المستديرة من أن تنحل.

.فصل في كسر الأضلاع:

الأضلاع الصادقة السبع يعرض لها كسر من الجانبين وأما الكاذبة فيعرض لها كسر من جانب القلب ولأن أطرافها الأخرى غضاريف الشراسيف على ما علمت فلا يعرض لها إلا الرض وأما تعرف كسر الأضلاع فهو سهل لا يخفى على اللمس لما يحس من الخشونة ومن الحركة في غير موضعها وربما سمع إن تسمع خشخشة خفيفة فإن كان الميل من الضلع إلى داخل وتدل عليه أعراض ذات الجنب وربما كان معه نفث دم فلا يقدمن المجبرون على علاجه بالمدّ إلى خارج لعوز الحيلة فإن ذلك عسر بغير محاجم ولأن المحاجم قد يخاف منها أن تجمع مادة كثيرة إلى ذلك المكان وفيه ما فيه من الفساد فإن رفقت بها ولم تطل إمساكها لم يكن بأس ولكنه ربما أطعموا العليل أغذية نفّاخة جداً لتنتفخ أجوافهم فيزاحم النفخ الكسر ويدفعه إلى خارج وهذا أيضاً وإن كان لا يوجد عنه في بعض الأوقات بدّ فهو سبب عظيم في إحداث الورم قال بعض العلماء من أهل الجبر ينبغي أن تغطي المواضع بصوف قد غمس في زيت حار وتصير رفائد فيما بين الأضلاع حتى تمتلىء ليكون الرباط مستوياً إذا لفّ على الاستدارة كما وصفنا في الصدر ثم يصير كما يصير في أصحاب الشوصة على قدريلائم العظم.
وإن أَرْهَقَنا أمر شديد وكان العظم ينخس الحجاب نخساً مؤذياً فينبغي أن يشق الجلد ويكشف الكسر من الضلع ثم تصير تحته الآلة التي تحفظ الصفاق لئلا يخرج الصفاق ويقطع برفق العظام التي تتخس وتخرج ثم إن لم يعرض ورم حار يجمع الشقوق ويعالج بالمرهم وإن عرض لها ورم حار غطي برفائد مغموسة في دهن ويغذى العليل ويعالج بما يسكّن الورم الحار ويستلقي على الجانب الذي يخفّ عليه.

.فصل فيما يعرض للخرزات من الكسر:

قال بولس الاحتياطي: إن استدارات الخرز ربما يعرض لها الرضّ وأما الكسر فقلما يعرض لها وحينئذ تنعصر صفاقات النخاع أو النخاع بعينه فيشاركهما العصب في الألم ويتبعهما الموت سيما إن عرض ذلك لخرز العنق ولهذا ينبغي أن نقدّم القول ونخبر بالعطب الكائن وإن أمكن أن يخاطر وينزع العظم المؤذي بالشقّ فذلك وإلا ينبغ أن تدبرهم بالتدبير الذي يسكن الأورام الحارة وإنبقي شيء من الأجزاء الثابتة من الخرز التي تكون منها التي تسمى شوكية فإن ذلك يسقط سريعاً تحت الأضلاع إذا أردنا تفتيشه لأن الذي تفتت يتحرك فيزول عن موضعه فينبغي أن ينزع لك بشق الجلد من خارج ثم يجمع بالخياطة ويستعمل فيه علاج يلحم فإن انكسر عظم الكاهل أسفل القطن والعصعص فليدخل أصبع السبابة من اليد اليسرى في المقعدة ويُسَوِّ العظم المكسورباليد الأخرى على ما يمكن وإن أحسسنا بعظم مكسور قد تبرأ فينبغي أن ينتزع أيضاً بالشق كما قلنا ثم يستعمل الرباط الذي يليق بالمقعدة والعلاج الموافق لها.
عظم العضد إذا انكسر كان في الأكثر إنما يميل إلى خارج فيجب أن تفعل ما يجب أن يفعل في رد الكسر إلى وضعه على ما علمت وتمسّه بيدك وتسوّيه التسوية البالغة واربطه بالرباط المتصاعد ولو إلى المنكب تشده به إن كان قريباً منه ثم الرباط المتنازل على ما علمت ولو إلى تحت المرفق إن كان الكسر قريباً من المرفق ثم اربطه برباط ثالث يصعد من أسفل إلى فوق وعلق اليد مروّى لا يكون معلقاً مدلى فإنه رديء.
والأجود أن يستند العضو إلى الصدر على التزوية في المرفق لئلا يتحرك وخصوصاً إذا كان انكسر بقرب المرفق واجعل على الرباط إما ماء وخلاً أو ماء وحده إن كان الكسر بعد لم يَرِمّ واجعله من كتان وعرضه أربع أصابع لا غير وإن كان قد أتى عليه مدة وورم فاجعله في صوف واغمسه في دهن وان أمكنك ولا يكونن مانع فلا تحلن إلى السابع فما بعده إلى العاشر ثم حينئذ تحلّ وتربط بالجبائر.
وإن دعاك الاحتياط إلى غير ذلك فحلّ في الثالث وهو الذي يميل إليه أبقراط فإنه يدفع آفات وإن أضر بالانجبار.
وأما كيفية وضع الجبائر فيجب أن يكفيك ما بينا لك في بابها ولا تفارقنه الشدّ إلى أقل من أربعين يوماً وإذا احتيج بحسن الإعادة إلى مد شديد ولم يواتك ولم تعن معونة من يعينك فاجلس العليل على كرسي مشرف ويكون إلى القائم أكثر منه إلى القاعد وليتكين بإبطه على درجة من السلم أو ما يشبهها مما علمت في باب الخلع وقد وطىء ذلك الموضع ومهّد وليّن ثم لتعلق من مرفقه شيئاً ثقيلاً تمدّه إلى أسفل فإذا امتد الامتداد المطلوب سوّي وإن أغناك ربط عصائب قوية تحت الكسر وفوقه وإنامة العليل مستلقياً ومد ما عصبت بأقوياء من الرجال إلى تحت وإلى فوق ففي ذلك كفاية إذا كان الكسر في وسط العضد جعلت الربط ببعد واحد من طرفي المفصل وإن كان أقرب إلى جانب جعلت الربط شديد القرب من طرف بعيداً من الآخر وإن كان صدع فقط فعالجه علاج الصدع وشدّ عليه الربط.